أنا مجرد فتىً فقير، رغم أن قصتي نادراً ما تُروى.
لقد بَذَّرتُ مقاومتي مقابل ملء جيبٍ من الهمهمة،
وهكذا هي الوعود،
كلها كذبٌ ومزاح،
ومع ذلك فإن الرجل يسمع ما يريد سماعه
ويُعرض عن البقية.
حين غادرتُ بيتي وعائلتي، لم أكن سوى صبي
في رفقة غرباء
في هدوء محطة القطار
أهرب مذعوراً
أتخفى
أسعى نحو الأماكن الأكثر فقراً
حيث يذهب الناس الباليون
أبحث عن الأماكن التي لا يذهب لها سواهم.
راغباً فقط في أجرة عاملٍ
جئتُ بحثاً عن وظيفة،
ولكني لم أتلقى أية عروض
سوى "هيا تعال" من من المومسات في الجادة السابعة.
أعترف، كانت هنالك أوقاتٌ كنتُ فيها وحيداً جداً
لدرجة أنني التمستُ المواساة هناك.
الآن تجري السنوات بجانبي
إنها تهتز بتوازن.
أنا أكبر مما كنتُ يوماً
وأصغر مما سأكون
ولكن هذا ليس غريباً.
كلا ليس غريباً
بعد تغييرات وراء تغييرات
نحن بدرجةٍ أو بأكثر كما نحن.
بعد التغييرات
نحن كما نحن.
أُجهِّزُ ملابسي الشتائية
متمنياً لو أنني غادرت
عائداً إلى البيت
حيث شتاءات مدينة نيويورك
لا تستنزفني، لا تقودني
للعودة إلى البيت...
في الحلبة يقف ملاكمٌ،
مقاتلٌ بحكم مهنته،
وهو يحمل كل التذكارات
من كل قفازٍ صرعه أرضاً
أو جرحه حتى صرخ في غمرة غضبه
وعاره
"أنا مغادرٌ، أنا مغادر".. ولكن المقاتل كان يبقى.
بول سايمون.
ترجمة : ريا إلياس
https://www.youtube.com/watch?v=l3LFML_pxlY
Commentaires
Enregistrer un commentaire