ترجمة: صالح علماني
سَأَموتُ في باريسَ تَحتَ وابلٍ منَ المَطر,
في يوم لديَّ منذُ الآنَ ذكرى عَنْه
سأموتُ في باريسَ - ولسْتُ مُسْتَعِجلاً -
ربَّما في يومِ خَميسٍ خَريفي, مثلِ هذا اليوم.
سيكونُ خَميساً لأنَّ هذا اليومَ خميسٌ, وفيه أنثرُ
هذهِ الأشعارَ, وعظامُ العَضُدِ في أسوأ
حال, ولمْ أرَ نفْسي قطّ
وَحيداً مِثلَما أنا اليوم.
قَيْصر باييخو قَد مات, وهُم جَميعاً يركلونَه
دونَ أن يَفعلَ لَهم أيَّ شَيء;
يضربونَه بالهَراوات وبِقَسوَة.
بالحبالِ يَسوطُونَه; تشهدُ على ذلك
أيامُ الخَميسِ وعظامُ العَضُد,
والعُزلةُ والأمطارُ والدروبْ...
قصيدة للقراءة والغناء
أعرفُ أنَّ هُناك شَخْصاً
يبحثُ عنِّي في يده, ليلَ نهار,
ويجدُني كلَّ لحظة في حِذائه,
هل يجْهلُ أنّ اللّيلَ مدفونٌ
بمهاميزَ وراءَ المطْبَخ?
أعرفُ أن هُناكَ شَخْصاً مُركَّباً من أجزائي,
أتكاملُ معَه عندَما تَمضى قامتي
مُمتطيةً حَجرَها.
هل يجْهلُ أن قطعةَ نقدٍ تَحملُ صورتَهُ
لن ترجِعَ إلى صُندوقِه إذا خرجَت مِنْه?
أعرفُ اليومَ الموعود,
ولكنَّ الشَّمسَ هربتْ مني;
أعرفُ العملَ الكونيَّ الذي عَملَه في فَراشهِ
بشَجاعةِ آخرين, وهذا الماءُ الفاترُ منجمٌ
في تموّجه السَّطحي.
أهو ضئيلٌ جِداً هذا الشخْص,
لِكي تَدوسَه أقدامُه?
هرٌّ صغيرٌ هوَ الحدُّ بيني وبينَه,
إلى جوار كأس مائِه بالضَّبْط.
أراهُ في الزَّوايا, ملابِسُه تَنْفتحُ وتَنْغلِق,
مثلَ نخلة استفْهامية...
ما الذي يُمكنُه عملُه سوى الاسْتعاضةِ عن البُكاء?
لكنَّه يَبحثُ ويَبْحثُ عنّي. يا لَها مِن قِصَّة!
أشعر ُبالبردِ من الحرّ الخالص
من الحرّ الخالصِ أشعرُ بالبرد,
أيتها "الغِيرةُ" الأُخت!
أُسودٌ تلْحسُ ظلِّي
والجرذُ يقرضُ اسْمي,
أماهُ يا روحي!
على شَفيرِ الهاويةِ أَمضي,
أيها "الهَوان" الصِّهر!
اليرقةُ تعزف صوته,
والصوتُ يَعزِفُ يرقَته,
أَبتاهُ يا جَسدي!
حُبّي في مُواجَهتي,
أيتُها "الحَمامةُ" الحفِيدة!
من رُكبتينِ رُعبي
ومن رأسٍ وجداني,
أُماهُ يا روحي!
حتّى يوم لا ثاني له,
أيتُها "الرمسُ" الزَّوجة!
نَصْليَ الحديديُّ الأخيرُ يُطلِقُ صوتَ
أفعى نائِمة,
أَبتاهُ يا جسَدي...!
Commentaires
Enregistrer un commentaire