القندس "رثاء الحب و الوطن"




اعترف اني اشتريت هذه الرواية من أجل غلافها الأنيق لوحة تجريدية جميلة جدا و اختيار الألوان راق مزاجي صباحا و أنا أتجول في معرض الكتاب و لم يجد البائع صعوبة في اقناعي باضافتها الى مجموعة كتب أخذتها من دار الساقي..منكم من سيقول أني اهتممت بالمظهر أكثر ساقول نعم على أمل الآ يخيب ظني..لم أكن أعلم عن الكاتب شيئا لم أعرف انه خليجي أو أنه نشر قبلا روايات أخرى احببت الغلاف و كفى ..بعد مدة قررت ان اتجرأ على الانتقال من مرحلة الدهشة و تأمل اللوحة الى الصفحة الأولى مع توالي الكلمات احببت اللغة الجميلة و اسلوب السلس للخطاب و ارتاح ضميري الذي استهواه الغلاف فبدأت أفهم اللوحة أكثر و اكثر ذلك التوحد الغريب بين بطل القصة و حيوان برمائي مكد و مجتهد..النظرة التائهة لرجل تائه عن جسده عن عائلته عن وطنه الباحث عن سبب يجعله يستفيق كل صباح على أمل يهون عليه الملل الذي توحد مع ذاته لدرجة الركود و البيات الشتوي..الرواية أشبه بمذكرات عشوائية لرجل حياته كلها تشبه مدن الصفيح المركبة الواحدة فوق الاخرى بشكل فوضوي رجل جعل من نفسه سدا منيعا لا يستطيع احد فهمه فلجأ للنهر عله يعينه هو ذاته على فهم نفسه..رواية لم تكتمل في نظري من حيث مقومات الرواية لكنها تبقى بلا شك بوح جميل لروح شاردة..مزيج من جلد الذات و نقد مجتمعي و ثقافي و نخبوي للمجتمع السعودي الذي يبقى استثناء لا يمكن بأي حال من الأحوال تعميمه على كل المجتمع السعودي هنا أقف قليلا و أسأل متى سيخرج الأدب الخليجي من مرحلة نقد الذات الى مرحلة أكثر نضوجا متى أستطيع أن أقرأ رواية تتحدث عن شيء آخر غير التناقض الصارخ بين المحافظة على الدين و التقاليد و الفوضى و الفساد و الزنا و الخمور و مشكلة المرأة بين النقاب و التحرر لم ـخرج عن هذا النموذج الذي اصبح مكررا أكثر من المفروض الا رواية احببتها جدا جدا و هي اليهودي الحالي..فلنعد الى القندس كنت أحب ان يكون لهذا الصراع الداخلي للبطل نتيجة ما لكن النهاية جاءت نوعا ما مخيبة للآمال كما كنت أرجو أن يكون هناك تنوع في الشخصيات يخدم البناء الدرامي للرواية في حين لم أجد سوى عشوائية في اختيار الشخصيات جاء بعضها مفككا كفائض انتاج اصاب الرواية بتضخم غير منطقي لم يخدم الرواية في شيء سوى أن اصابني بالملل على فترات متباعدة..الرواية غريبة, أحيانا تشدني جدا اتوحد مع غالب لدرجة التعاطف هذا الشخص اللامنتمي الهامشي احبه جدا و اصل الى قناعة انه مظلوم لكنه أحيانا يغضبني بتفاهته و سخريته و تعاليه و خصوصا فساده فاكرهه ربما هذه نقطة تحسب للكاتب..أكيد اني سأقرأ لهذا الكاتب أكثر حتى أستوعب جيدا قلمه الى حين اقول الرواية جميلة لكنها غير ممتعة جامدة و ينقصها نوع من الاثارة و أحداث.
قراءة ممتعة

Commentaires

  1. أرشح لك من الأدب السعودي الحقيقي:
    قنص - عواض شاهر
    مدن تأكل العشب - عبده خال
    البحريات - أميمة الخميس

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire