ستونر رجل رد الحياة بصبر جميل




تحذير صحي: مراجعات الكتب قد تؤدي إلى حرق الروايات والقصص والإصابة بأمراض إفساد الحبكة وتشويش تفكير القارئ في مضمون الكتاب. 9 من بين كل 10 قراء ينصحون بقراءة الكتاب قبل قراءة المراجعة.


قرأت ستونر من فترة ووضعت الكتاب بعدها في مكانه بالرف المخصص لأدب اللغة الإنجليزية، حاولت أن أكتب عن ستونر مراراً لكني عجزت أن أترجم فهمي لهذه الشخصية فاكتفيت ببضع تغريدات، كما مررت بكل ما يكتبه الأصدقاء والقراء هنا وهناك بين محب لها وكاره للرواية، أتمتم ببعض الكلمات المرحبة بما كتبه المعجبون وأعقد حاجبي استغراباً ممن لم يجد في ستونر ما يستحق الذكر أو التنويه، وبقي الحديث عن ستونر بزاوية ما في النفس ينتظر متى يخرج. شجعت الناس أن يقرأوا لجون وليامز وكنت أنتظر أن يعودوا إلي منبهرين بتلك الشخصية أو متسائلين عن ماذا فعل ستونر بهم فوجدت أن القليل تفاعل مع ستونر والبعض اعتبر الحديث عنه مبالغة أدبية عاطفية لا محل لها ضمن سياق الأدب المنتشر الآن، وهناك الكثير مثلي انبهروا دهشة بما تحمله هذه الشخصية من أفاق نفسية معينة، ومن حسن حظي قرأها صديق أثق في ذائقته رغم اختلافنا في بعض الأمور ذلك الاختلاف الذي يمنحنا فهماً موازياً لفهمنا قرأ الرواية كما قرأتها وفهم ستونر كما فهمته أو ربما أعمق بقليل مما فهمته وهذا كان من حسن حظي كذلك فكان نقاشنا يمتد لأسطر طويلة نحاول من خلالها تشريح شخصية ستونر وفهمها أو بالأحرى فهم ذواتنا من خلال ستونر لأنه غالباً ينتهي الحديث بنقطة ما من حيواتنا وكنا قبلها ناقشنا بعضاً من رؤية تولستوي ودستويفسكي للحياة وقرأنا عملاً لإسحاق أسيموف المعنون السؤال الأخير فتراكمت تلك النقاشات لتؤدي لطريق مسدود غالبا وأسئلة عنقودية عن ماذا علينا أن نقوم به لننقذ ما يمكن إنقاذه فيتسرب السؤال إلى سؤال عدمي بالصدفة، لكن لما علينا أن نقوم بأمر ما؟ لماذا لا نكتفي فقط باللافعل، ربما لو توقفنا قليلا للحظة لعادت الأمور لمقامها الأول، لكن عن أي مقام أول نتحدث هنا؟ كثرت الأسئلة دون جواب شاف لها فيخرج لنا ستونر من مكان ما ليشاركنا جانباً من هذا النقاش، لم يأت متطفلاً فليس ستونر من يفعل ذلك بالتأكيد بل هادئاً صامتاً كعادته مخلصاً لبورتريه العبث أوالعدمية وهما زاويتا رؤية صاحبتا نقاشنا حول رؤيتنا لشخصية ستونر، فهل كان عدمياً أم عبثياً، كلما تعمقنا في أحداث الرواية أكثر وناقشنا جزئياتها وتعامل ستونر مع الأحداث وباقي الشخصيات تقافز مؤشر العدمية والعبث بتوازن معقول.

لما أحدثت شخصية ستونر كل هذا الأثر في النفس، فلو أخذنا المفهوم الأرسطي للبطل المأساوي نجده يبتعد عنه فهو خارج ذلك النسق الذي يتعاظم فيه خطأ البطل ليقع في تراكم خطأه فهو ليس خيراً بالضرورة وهو ليس شريراً أيضاً بمعنى أنه ليس بطلاً ننتظره أن يواجه بحزم معضلاته أو يبرز فلسفة ما أو يقدم رؤية نتبناها أو ننكرها، هو فقط يعيش حياة عادية قد تكون حياة أياً منا والشخصيات التي التقاها هي شخصيات لها شبه بشخصيات صادفناها، قراءة المشهد الستونري هذا يتركنا نتأرجح بين محاول التطهير وخلاصنا نحن كمتلقين وبين محاكمة ذواتنا بشدة كما رغب في ذلك بريخت منتقداً أرسطو، ربما لم نحدد لغاية اللحظة كيف نتعامل مع هذا النص ماذا علينا أن نقوم به تجاه ستونر، نحن بشكل ما نهوي في شخصيته أكثر من اللازم أو المفترض في علاقة قارئ بشخصية روائية مع أن الأمر ليس نادراً فلقد سقطت في بئر الطفلة الخبيثة في رواية شيطنات الطفلة الخبيثة ليوسا ولم أخرج بعد، ستونر هو رمال متحركة بالتأكيد يجرنا بعيداً عن محاولة اختصاره في مفهوم ما من تلك المفاهيم التي ظهرت بين القرنين 19 و20 لكننا مع ذلك نثور ونلعن ستونر في كل ما قرأنا عن حياته لكننا سرعان ما نكتشف أن الشيء البشع والمربك أن ستونر شخصية روائية حتى لو كان أي تشابه بين الكاتب وشخصيته وارد تبقى شخصية روائية في النهاية والحقيقة هي نحن فهل نحن نلعن أنفسنا كلما تجلى ستونر في اللافعل أكثر؟


هكذا كان ستونر محلاً لنقاش دام لأيام أكتب منه ما أتذكره وأبدأ بالتساؤل الذي طرحت على هذا الصديق وهو تساؤل بلا شك راود كل من اندهش برواية ستونر، شاكرة رفيقي في النقاش وأخبره أنه كان لزاماً علي أن أسجل هذا النقاش لتحتفظ به ذاكرتي المعطوبة..


- هل يعقل أن رواية كهذه لم تنجح وقت نشرها؟

-  مررت على بعض الكتب المنشورة في نفس السنة وأهم عناوين الستينات أغلبها يتحدث عن الوجودية والخيال العلمي والحرب العالمية الثانية التي بدت في رواية ستونر كحدث مرافق والحقوق المدنية، أستطيع أن أرى لماذا هذه الرواية كانت مغمورة ضمن كل هذا، الإنسان كان في مرحلة إثبات وجوده كان من المبكر أن يخبره أحد ما بأن هذا الوجود عبث.

- أو عدم.. لا تنس أننا لم نصل بعد لمنطقة آمنة بين العبث والعدم لكن يبقى تعبير الخدر الذي ذكرته أبلغ وصف لما يحدث داخل نفسية ستونر.

- الخدر فعلاً، أتعلمين، المشكلة أننا نشعر أننا نحدق في مرآة وأحياناً في كرة بلورية للتنبوء بالمستقبل.. أشعر بأنني لم أقرأ يوماً أي شيء يصور الحياة بمثل هذه الواقعية ربما لأن هذه الرواية صورت حياتنا نحن.. كم هي مؤلمة الحقيقة في كتاب غوركي عن تولستوي لا أذكر بالضبط لكن هنالك قصة تقول أن تولستوي بكى بعد قراءة مشهد مؤلم في قصة لغوركي وقال له لا تكتب هذه الأشياء بعد الآن ثم غير رأيه وقال له اكتب.. أظنها الحقيقة.. لا أعلم..

- تقصد كتاب صور أدبية؟

- نعم الكتاب موجود ضمن تلك الترجمة حسبما أعلم، مشكلة ستونر كلها أن القارئ سيشعر بذاته في الرواية أكثر من اللازم، ليست رواية عادية، ليست شخصيات خيالية.. هذه هي المشكلة.. سيقرأ ويقرأ.. لكن  نادراً ما يقرأ ويبقى بعيداً عن الصفحات كما هي الحالة هنا.

- هي شخصيات خيالية وهذا هو القفل الذي نرفض أن نفتحه مع أن المفتاح موجود بالقرب.


بعد يوم..


- كاثرين ذهبت يا إيمان وتركت ستونر، تركت ستونر؟ أم هو تخلى عنها؟ أشعر أنه هو بدأ، وهي رحلت.

- المسألة كانت أوضح مما يحتمله القارئ، ستونر ليس بطلاً كما عهده القارئ. تعرف، أقصد ذلك النوع من الأبطال الذي يجعلك تخمن ماذا سيقوم به وكيف سيتصرف.

- ليس بطلاً؟ لماذا؟ لأنه استسلم.

- ليس بطلا لأننا نحتاج لبطل ينفجر يغضب يبدي نوعاً من التأثر الذي يتراكم للذروة ننتظره أن يعبر أن ينتفض أن يقتل أن ينتحر.. هكذا اعتدنا الولوج للروايات، ستونر لم يقم بأي شيء مما ذكرته دائما أشعر بأنه يكتفي بهز كتفيه ببساطة ويقول وماذا بعد، هل تذكر حين تحدثنا عن فرصتنا للنجاة بأن لا نقوم بشيء على الإطلاق ربما ستونر مثال على أننا أخطأنا وطريقة تفكيرنا ساعتها لم تكن سليمة هو مثال لما ذكرناه والحل لم يرضيني كما تخيلت.

- هو حقيقي أكثر من اللازم.

- عدمي بامتياز.

- طوال قراءتي و أنا أفكر في قولك أنه عدمي، لكن يبقى بداخلي صراع بين العدمية والعبثية.. أظن الأمر يحتاج مقارنة مع ميرسول غريب كامو.

- صحيح فكلاهما لم يهتما لكن أثر الحياة لحقهما.

- قطيعته مع كاثرين وكيف أنهيا الأمر بنوع من التراضي هذا عبث وليس عدمية، قبول للواقع، لكن ذلك الخدر الذي يعتمل في داخله تجاه كل شيء يعيده للعدمية من جديد.

- العدمية بالنسبة لستونر في نظري هي توقعه للأمور قبل أن تحدث فيتعامل معها وكأنها جاءت من العدم مع أن كل الظروف أمامه تؤسس لها وكأن هناك آلة بداخله تفرم تلك الأحداث وتخرجها وكأنها لاشيء، لاشيء أثر فيه حقيقة، لا فعل حتى يكون هناك ردة فعل.

- ممتاز جداً، عبارتك هذه تسمح لي أن أوضح مشكلتي في تصنيفه لا شيء أثر فيه تعني عدمي ولا شيء ترك أثراً دائماً تعني عبثي. هذا فهمي للفرق ولهذا مازلت غير قادر أن أحدد هل ستونر عبثي لأنه يحس لكن يستسلم؟ أم عدمي لأنه مثلما تقولين من البداية مفروض أنه يعلم لكنه دائماً يتفاجأ ويموت شيء في داخله ويصيبه خدر وينتهي الموضوع.

- الخدر، أليست موتة أولى، انتحار مقنع..

- الأمر يعود بي من جديد للنزاع بين العدمية والعبثية. لو كان عدمياً فالمفروض احتمال الانتحار يكون ملحاً بشدة، لكن في نفس الوقت كان من المحتمل جداً أن يترك كل شيء ويذهب مع كاثرين. العبثية ترفض معنى شامل للحياة وتتقبل الواقع لكن ليس بهذه الدرجة من تدمير الذات ما الذي بقى ستونر لأجله؟ لا شيء. ربما هي عدمية.. ربما ستونر انتحر منذ زمن بعيد.. ربما.. لا أعلم.. لا أعلم من الذي أصدر بحقه حكم الإعدام هل كان دايفد ماسترز المتشائم الذي قال له أنت سوف تهزمك الحياة وسوف تستسلم لها؟ أم كان سلون أستاذه القديم الذي نوعاً ما كان السبب في أول فعل لامبالاة يقوم به ستونر حين قرر عدم الذهاب للحرب. لا أعلم..


بعد يومين أو ثلاثة حين أكمل الصديق الرواية..


- عظم الله أجرك في ستونر اليوم أقيم عليه عزاء بدون رثاء. لا أعرف.. لا أشعر بحزن حقيقي على حياته المهدورة ولا فرح بشغفه ولا حتى غضب عليه لأنه ترك العالم يأخذ منه كل شيء أحبه. تعلمين، لا أظن أن ستونر كان عبثياً ولا عدمياً أظن أنه فقط شخص استسلم وسمح للحياة بأن تأخذ منه كل شيء. ليس عدمياً وليس عبثياً هنالك شيء آخر.. أظن أنه فقط استسلم..

- هل يكون ستونر قد خدعنا..

- لا أعلم.. أظن أن المفتاح لسر ستونر قد يكمن في بداية الرواية حين يرى مستقبله في الجامعة. لقد أحب كثيراً وكل حب كان يأخذ العالم منه أمرا، حب زوجته حب ابنته حب القراءة والتأليف حب كاثرين حب التدريس وهو الحب الوحيد الذي فعل شيئاً لاستعادته.

- منذ بداية الرواية كانت الجامعة محور حياة ستونر وكل شيء يدور حولها الثابت الوحيد في حياته.

- نعم لقد تجاهلنا الملاذ الآمن أتذكر الآن مشهداً بعد إحدى المآسي التي حلت به حين خرج من الجامعة والكاتب يصف شعور ستونر حين خرج للعالم بأنه شعر أنه وسط سجن. العالم هو السجن، الجامعة هي المفر والملاذ الآمن.

- هؤلاء يصنعون لأنفسهم ملاذاً وهو ما يمنعهم من الانتحار نفس الشيء مع سيوران الذي كان ملاذه الكتابة.

- بالضبط الجامعة ملاذهم جميعاً هو ورفاقه، دايفد ماسترز كان الوحيد الذي غادر وكان موته مبكراً جداً في الرواية حين ذهب للحرب كان تحذيراً من الكاتب أو من العالم بأن هذا مصير من يغادر منهم ملاذ الجامعة..

-  بالحديث عن الجامعة والحرب أين الكاتب جون ويليامز من كل هذا لا نستطيع أن ننكر أوجه الشبه بينه وبين شخصيته ستونر؟

-  أظن أنه لا مفر من التخمين بأنه ربما كان يحاول إقناع نفسه بجدوى حياته هو ولو كانت حياته أكثر امتلاءً من حياة ستونر وربما هذا في حد ذاته سبب فقر حياة ستونر لكي لا ترتقي لمقارنتها بحياة ويليامز. من جهة أخرى حاول ويليامز أن ينفي عن ستونر النظرة البائسة التي ينظر بها القارئ لشخصيته فهو يستنكر سلب صفة البطولة عن ستونر بل اعتبره بطلاً حقيقياً وأنه عاش حياة جيدة دعيني أرسل لك دفاعه الملح هذا... ها هو، هذا الاقتباس أورده جون ماكغيرن في مقدمته للرواية وهو مأخوذ من مقابلة نادرة أجريت مع ويليامز في أواخر حياته. يقول ويليامز عن ستونر:

(أنا أظن أنه بطل حقيقي. الكثير من الناس الذين قرأوا الرواية يظنون أن ستونر عاش حياةً حزينة وسيئة جداً. أنا أظن أنه عاش حياةً جيدةً جداً. كان يفعل ما يرغب في فعله، كانت لديه بعض المشاعر تجاه ما يفعله، كان لديه إحساس بأهمية العمل الذي كان يقوم به. كان شاهداً على قيم مهمة... الشيء المهم في الرواية، بالنسبة لي، هو إحساس ستونر بالعمل. التعليم بالنسبة له هو عمل – عمل بالعمل الجيد والشريف للكلمة. عمله منحه نوعاً خاصاً من الهوية وصيره إلى ما كان عليه... الأمر الأساسي هو حب الشيء. إذا أحببت شيئاً فسوف تفهمه. وإذا فهمته فسوف تتعلم كثيراً. عدم وجود ذلك الحب هو تعريف المُعلِّم السيء... أنت لا تعرف أبداً كل نتائج ما تقوم به. أنا أظن أن الأمر يتلخص فيما كنت أحاول الوصول إليه في ستونر. يجب أن تحافظ على إيمانك. الشيء المهم هو أن تحافظ على استمرار التقاليد، لأن التقاليد هي الحضارة.)

- يبدو أنه كان ينفي تهمة ما عن نفسه وعن حياته كما ذكرت يبدو الأمر منطقياً الآن.. وإديث التي تبدو خارجة من إحدى روايات تولستوي أو دستويفسكي تؤرق فكري، ما الشيء الذي كانت تفتقر إليه نساء تلك المرحلة ويجعلهن يغرقن في دور الضحية، نفس التيمة نجدها في أكثر من فيلم وعمل أدبي في تلك المرحلة.. يذكرني ستونر بمسرحية ألبي من يخاف فرجينيا وولف فالزوجين علاقتهما متوترة والزوج ينتمي للجامعة أيضاً، المسرحية كانت انتقاداً للمجتمع ساعتها والنظام الجامعي يبدو أنهم جميعا متورطون في وباء ما..

- إديث.. إديث هي من الألغاز المحورية. أظن أنها ربما لم تستطع الهرب من دور الضحية فلم يكن أمامها خيار سوى أن تتقمص الدور وتحاول الانتقام أيضاً. تلومه على تدمير حياتها فتجعل حياته هو أيضاً جحيماً، علي وعلى أعدائي. وهما الاثنان قبل أن يكونا ضحايا بعضهما كانا ضحايا المجتمع، ولكن بينما وفر المجتمع لستونر متنفساً من الزواج الذي انقلب إلى حرب فإن المجتمع لم يوفر نفس الفرص لإديث طاقاتها من جديد توجهت نحو الداخل، نحو الزواج.

- عليك أن تشاهد إلزابيث تايلور وهي تؤدي دور مارتا في فيلم من يخاف فرجينيا وولف فهيستريا المرأتين متشابهة..

- سأحاول قريباً إلزابيث تايلور في دور امرأة هيستيرية أمر بلا شك يستحق المشاهدة.

- لا تنس أنك تتحدث مع نسوية..

- بالعودة لمقارنتك بين العملين... ويليامز كان له نقد للجامعة وانتقد دراسة الأدب تحديداً. في مقدمته للرواية يقتبس جون ماكغيرن المزيد من تلك المقابلة النادرة مع ويليامز ويذكر نقده للجامعة وموقفه من التعامل مع الأدب:

(اشتكى من التحول بعيداً عن الدراسة النقية داخل الجامعات، الأمر الذي لم يكن بالإمكان توقع نتائجه، والانتقال إلى أسلوب توتاليتاري محض لحل المشاكل في سبيل القيام بالأعمال بشكل أكثر فعالية، في الآداب والعلوم أيضاً، والتي يمكن إسنادها وقياسها كلها. ثم، وبشكل أخص، اشتكى ويليامز من التغيرات في تعليم الأدب ومن التعامل مع النص "وكأن الرواية أو القصيدة هي شيء يجب دراسته أو فهمه عوضاً عن اختباره". وولي اقترح حينها مداعباً "أي، بعبارات أخرى، أن يتم تضخيمها." "نعم. وكأنها أحجية من نوعٍ ما." "والأدب يُكتب لكي يكون ممتعاً؟" اقترح وولي مرةً أخرى. "بالتأكيد. يا إلهي، أن تقرأ بدون بهجة أمرٌ غبي".)

- أشم هنا رائحة تودوروف وهو يدافع عن الأدب وينتقد النظام الدراسي الفرنسي الذي اعتبره خطراً على الأدب. طبعاً تودوروف وكتابه أتى بعد لقاء وليامز هذا.

- هذا يحتاج نقاشاً آخر حتى لا نضيع.

- بالفعل.. متى سنناقش تودوروف إذن؟

- متى ابتعد ظل ستونر قليلاً.

- لعلك تقصد ظل ويليامز...




* رواية ستونر من اصدار دار أثر وترجمة إيمان حرز الله

تقع في 302 صفحة .




Commentaires

Enregistrer un commentaire